
مارس ذلك مرارًا وتكرارًا إلى أن يدركك شعور بالراحة في ارتكاب الأخطاء.
وبالرغم من تحقيق إنجازات ملموسة، لا يشعر الشخص المثالي بالفرح أو الرضا عن إنجازاته بل يظن دائمًا أنها غير كافية وأن عليه تحقيق نجاحات أكبر ظنًا منه أنه سوف يشعر بالرضا.
والحكمةُ مِن حَضِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه على القصد والمداوَمة على العمل وإن قلَّ: خشيةُ الانقطاع عن العمل الكثير؛ ففي الصحيحين عن عائشة، أنها كانتْ تقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((سدِّدوا وقاربوا وأبشِروا، فإنه لن يُدخل الجنةَ أحدًا عملُه))، قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدني اللهُ منه برحمةٍ، واعلموا أن أحبَّ العمل إلى الله أدومه وإنْ قلَّ)).
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
إن المثالية بعيدة كل البعد عن تطوير الذات والنمو للوصول إلى أفضل نسخة من نفسك.
وترقبونا دائما لتطلعوا على الدورات الصيدلانية الجديدة التي سوف تطرح بشكل دائم.
النسخة العاشرة من المعرض الإسلامي الثقافي السنوي بمقاطعة كيري الأيرلندية
لكنَّ المشكلة تكمن فيمن يَسجُن ذاته داخل مفهوم الكمال المطلق والمجرَّد، ولا يَعُدُّه نموذجاً للتحفيز، وهذا هنا تقصير مجتمعيٌّ، وثقافيٌّ، وتربويٌّ، منتشر عند مختلف الطبقات، والمستويات الاجتماعية.
"لا يمكنني إلا فعل أفضل ما أنا قادر على فعله، وهذا جيد بما فيه الكفاية".
هنا، نُفكك تعقيدات الإدارة، الذكاء الاصطناعي، واتخاذ القرار… ونُعيد ترتيب المفاهيم بما يناسب واقعًا جديدًا لا يعترف بالمناصب ولا بالشهادات، بل فقط بمن يعرف كيف يرى الصورة كاملة.
في الشأن نفسه تقريبًا، يطرح الكاتب والفيلسوف البريطاني "آلان دي بوتون" في كتابه "قلق السعي إلى المكانة"، الذي ترجمه للعربية "محمد عبد النبي"، مسألة تتمثل في سعينا الحثيث لأن نكون موضع حب وتقدير، ملمًّا بجوانب تتصل بعلة وتاريخ تفوق تلك الحاجة على أي شيء آخر، واعتماد صورتنا الذاتية على ما يراه الآخرون فينا، متسائلًا عن مدى التضحيات التي نقدمها في سعينا نحو المكانة.
الكمالية في النقد الذاتي: هذا النوع من الكمال أكثر عرضة للتخويف من الأهداف التي وضعها الشخص لنفسه، فبدلاً من أن تشعرهم أهدافهم بالتحفيز، قد يشعرون غالباً باليأس، أو أن أهدافهم لن تتحقق.
وقد يجد الأشخاص الذين يسعون جاهدين لتحقيق الكمال –نظرا لشعورهم بالنقص أو الفشل- أن من المفيد التحدثَ إلى طبيب نفسي، وهذا يساعد غالبا على إدارة النقد الذاتي المفرط.
إن وجدت طريقك إلى هذا المقال، فيعني هذا أنَّك تعدُّ نفسك تنشد الكمال؛ وإن كنت تقرأ عن كيفية التوقف عن كونك كذلك، فأنت تعلم أيضاً أنَّ دافعك نحو الكمال قد يكون نقمة بقدر ما هو نعمة.